الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة: قال الزيلعي:سورة الحج ذكر فِيهَا أَرْبَعَة عشر حديثا:809- الحديث الأول:رُوِيَ أَن هَاتين الْآيَتَيْنِ {يَا أَيهَا النَّاس اتَّقوا ربكُم } نزلتا لَيْلًا فِي غَزْوَة بني المصطلق فَقرأهُمَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَلم ير أَكثر بكاء من تِلْكَ اللَّيْلَة فَلَمَا أَصْبحُوا لم يَحُطُّوا السُّرُوج عَن الدواب وَلم يضْربُوا الْخيام وَقت النُّزُول وَلم يَطْبُخُوا قدرا وَكَانُوا من بَين حَزِين وَبَاكٍ وَمُفَكِّرٌ.قلت: غَرِيب بِهذا اللَّفْظ وَيقرب مِنْهُ مَا رَوَى التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ من حديث الْحسن عَن عمرَان بن حُصَيْن «أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال وَهُوَ فِي بعض أَسْفَاره وَقد تقَارب من أَصْحَاب السّير رفع بِهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ صَوته {يَا أَيهَا النَّاس اتَّقوا ربكُم } إِلَى قوله: {وَلَكِن عَذَاب الله شَدِيد} فَلَمَا سمع أَصْحَابه بذلك حثوا الْمطِي وَعرفُوا أَنه عِنْد قَول يقوله فَلَمَا تَأَشَّبُوا حوله قال أَتَدْرُونَ أَي يَوْم ذَاك ذَاك يَوْم يُنَادَى آدم صلى الله عليه وسلم فينادي بِهِ ربه عز وجل فَيقول يَا آدم ابْعَثْ بعثا إِلَى النَّار فَيقول يَا رب وما بعث النَّار فَيقول من كل ألف تِسْعمائَة وَتِسْعَة وَتسْعُونَ فِي النَّار وَوَاحِد فِي الْجنَّة قال فَأبْلسَ أَصْحَابه حَتَّى مَا أوضحُوا بِضَاحِكَةٍ فَلَمَا رَأَى ذَلِك قال أَبْشِرُوا وَاعْمَلُوا فوالذي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ إِنَّكُم لمع خَلِيقَتَيْنِ مَا كَانَتَا مَعَ شَيْء إِلَّا كَثرَتَاهُ يَأْجُوج وماجُوج وَمن هلك من بني أَدَم وَبني إِبْلِيس. قال فَسرِّي عَنهُ ثمَّ قال اعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا فوالذي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ مَا أَنْتُم فِي النَّاس إِلَّا كَالشَّامَةِ فِي جنب الْبَعِير أَو الرَّقْمَة فِي ذِرَاع الدَّابَّة». انْتَهَى.وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْإِيمَان قال وَعِنْدِي أَنَّهُمَا لم يخرجَاهُ خشيَة الْإِرْسَال وَقد سمع الْحسن من عمرَان بن حُصَيْن ثمَّ أَعَادَهُ فِي كتاب القراءات وَقال حديث صَحِيح وَأكْثر أَئِمَّتنَا الْمُتَقَدِّمين عَلَى أَن الْحسن سمع من عمرَان بن حُصَيْن وَأَعَادَهُ أَيْضا فِي كتاب الْأَهْوَال وَنقل عَن البُخَارِيّ وَمُسلم أَنَّهُمَا قالا لم يسمع الْحسن من عمرَان بن حُصَيْن قال وَعِنْدِي أَنه سمع مِنْهُ. انْتَهَى.وَقال الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ فِي تفسيريهما وَرَوَى عمرَان بن حُصَيْن وَأَبُو سعيد الْخُدْرِيّ وَغَيرهمَا أَن هَاتين الْآيَتَيْنِ نزلتا لَيْلًا فِي غَزْوَة بني المصطلق... إِلَى آخر لفظ المُصَنّف.وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حديث مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنَا مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس قال «بَيْنَمَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي مسيره فِي غَزْوَة بني المصطلق إذ إنزل الله عَلَيْهِ {يَا أَيهَا النَّاس اتَّقوا ربكُم إِن زَلْزَلَة السَّاعَة شَيْء عَظِيم} إِلَى قوله: {وَلَكِن عَذَاب الله شَدِيد} فَوقف رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَلَى نَاقَته وَرفع بهَا صَوته...» إِلَى آخر لفظ السّنَن.810- الحديث الثَّانِي:عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ «أَن رجلا من الْيَهُود أسلم فأصابته مصائب فتشاءم بِالْإِسْلَامِ فَأَتَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقال لَهُ أَقلنِي فَقال إِن الْإِسْلَام لَا يُقال: {وَمن النَّاس من يعبد الله عَلَى حرف }».قلت رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد حَدثنَا الحكم بن معبد الْخُزَاعِيّ حَدثنَا علي بن الْحَارِث حَدثنَا مُحَمَّد بن فُضَيْل حَدثنَا مُحَمَّد بن عبيد الله عَن عَطِيَّة عَن أبي سعيد قال: «أسلم رجل من الْيَهُود فَذهب مَاله وَولده فتشاءم بِالْإِسْلَامِ فَأَتَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقال لَهُ أَقلنِي فَقال إِن الْإِسْلَام لَا يُقال فَقال إِنِّي لم أصب من هذا الدَّين خيرا ذهب بَصرِي ومالِي وَوَلَدي فَقال يَا يَهُودِيّ الْإِسْلَام يسبك الرِّجَال كَمَا يسبك النَّار خبث الْحَدِيد وَالْفِضَّة وَالذَّهَب فَنزلت {وَمن النَّاس من يعبد الله عَلَى حرف } الآية». انْتَهَى.وَقال الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول وَرَوَى عَطِيَّة عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ «أَن رجلا من الْيَهُود أسلم...» إِلَى آخر لفظ المُصَنّف غَرِيب عَن الْخُدْرِيّ وَهُوَ فِي كتاب الْعقيلِيّ عَن جَابر فَقال حَدثنَا علي بن الْعَبَّاس الْبَزَّار حَدثنَا مُحَمَّد بن عمر بن هياج الْأَزْدِيّ حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن صبيح حَدثنَا عَنْبَسَة بن سعيد اخو أبي الرّبيع السمان عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر «أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ يَهُودِيّ فَأسلم عَلَى يَدَيْهِ ثمَّ رَجَعَ إِلَى منزله فأصيب فِي عينه وَأُصِيب فِي وَلَده فَرجع إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقال أَقلنِي فَقال إِن الْإِسْلَام لَا يُقال إِنَّك إِن رجعت عَن الْإِسْلَام ضربت عُنُقك إِن الْإِسْلَام سبك الرِّجَال يخرج خبثهمْ كَمَا يخرج الْكِير خبث الذَّهَب وَالْفِضَّة وَالْحَدِيد إِذا ألقِي فِيهِ». انْتَهَى. وَأعله بِعَنْبَسَةَ بن سعيد وَضَعفه عَن جمَاعَة من غير تَوْثِيق.811- الحديث الثَّالِث:فِي الحديث «لَو وضعت مقمعَة مِنْهَا فِي الأرض فَاجْتمع عَلَيْهَا الثَّقَلَان مَا أَقلوهَا».قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْأَهْوَال من حديث عبد الله بن وهب أَخْبرنِي عَمْرو بن الْحَارِث عَن دراج عَن أبي الْهَيْثَم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال «لَو أَن مِقْمَعًا من حَدِيد وضع فِي الأرض فَاجْتمع عَلَيْهِ الثَّقَلَان مَا أَقلوهُ من الأرض». انْتَهَى وَقال صَحِيح الْإسناد وَلم يخرجَاهُ. انْتَهَى.وَرَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسنديهما وَالْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور من حديث ابْن لَهِيعَة حَدثنَا دراج بِهِ سندا ومتنا قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي قوله تعالى: {وَلَهُم مَقَامِع من حَدِيد} «لَو وضع مقْمَع مِنْهَا فِي الأرض...» إِلَى آخِره.وَبِالسَّنَدَيْنِ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وَبِالسَّنَدِ الثَّانِي رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره.812- قوله عَن عبد الله بن عمر أَنه كَانَ لَهُ فُسْطَاطَانِ أَحدهمَا فِي الْحل وَالآخر فِي الْحرم فَإِذا أراد أَن يُعَاتب أَهله عَاتَبَهُمْ فِي الْحل فَقيل لَهُ فَقال كُنَّا نُحدث أَن من الْإِلْحَاد فِيهِ أَن يقول الرجل لَا وَالله وبلى وَالله.قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا مُحَمَّد بن الْمثنى حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر حَدثنَا شُعْبَة عَن مَنْصُور عَن مُجَاهِد قال كَانَ لعبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ فُسْطَاطَانِ... إِلَى آخِره سَواء.وَرَوَاهُ أَبُو الْوَلِيد الْأَزْرَقِيّ فِي تَارِيخ مَكَّة حَدثنَا عَمْرو بن حكام الْبَصْرِيّ عَن شُعْبَة عَن مَنْصُور عَن مُجَاهِد قال كَانَ لعبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ فُسْطَاطَانِ أَحدهمَا فِي الْحل وَالآخر فِي الْحرم فَإِذا أراد أَن يُصَلِّي صَلَّى فِي الْحرم وَإِذا أراد أَن يُعَاتب أَهله عَاتَبَهُمْ فِي الْحل فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقال لي... آخِره سَواء.وَفِي نسخ الْكَشَّاف عبد الله بن عمر هَكَذَا وجدته وَإِنَّمَا هو عبد الله بن عَمْرو.وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن أَشْعَث بن عبد الله عَن شُعْبَة بِهِ.813- الحديث الرَّابِع:عَن الْحسن قال أَمر النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَن يقول ذَلِك فِي حجَّة الْوَدَاع يَعْنِي النداء بِالْحَجِّ لقوله تعالى: {وَأذن فِي النَّاس بِالْحَجِّ}.وَرُوِيَ أَن الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام صعد أَبَا قبيس وَقال يَا أَيهَا النَّاس حجُّوا بَيت ربكُم.قلت الأول ذكره الثَّعْلَبِيّ عَن الْحسن وَسَنَده إِلَيْهِ مَذْكُور فِي أول كِتَابه.وَالثَّانِي رَوَاهُ الطَّبَرِيّ عَن ابْن عَبَّاس لم يقل فِيهِ صعد أَبَا قبيس وَإِنَّمَا قال قَامَ عِنْد الْحجر وَفِي لفظ قَامَ عِنْد مقَامه وَقال يَا أَيهَا النَّاس حجُّوا بَيت ربكُم فَأَجَابُوهُ لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك.814- قوله وَعَن ابْن مَسْعُود أَنه بعث بِهَدي وَقال فِيهِ إِذا نَحرته فَكل وَتصدق وَابعث مِنْهُ إِلَى عتبَة يَعْنِي ابْنه.قلت رَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا علي بن عبد الْعَزِيز حَدثنَا أَبُو نعيم حَدثنَا سُفْيَان عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن إبراهيم عَن عَلْقَمَة أَن عبد الله بعث مَعَه بِهَدي فَقال كل أَنْت وَأَصْحَابك ثلثا وَتصدق بِثلث وَابعث إِلَى أخي عتبَة بِثلث قيل لِسُفْيَان تطوع قال نعم. انْتَهَى.وَعتبَة بن مَسْعُود وَهُوَ أَخُو عبد الله بن مَسْعُود صَحَابِيّ أَيْضا وَله رِوَايَة.815- الحديث الْخَامِس:فِي الحديث «كلوا وَادخرُوا وَائْتَجِرُوا».قلت رُوِيَ من حديث نُبَيْشَة وَمن حديث الْخُدْرِيّ.فَحديث نُبَيْشَة رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه سنَنه فِي الْأَضَاحِي حَدثنَا مُسَدّد حَدثنَا يزِيد ابْن زُرَيْع حَدثنَا خَالِد الْحذاء عَن أبي الْمليح عَن نُبَيْشَة قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم «إِنَّا كُنَّا نَهَيْنَاكُمْ عَن لُحُوم الْأَضَاحِي أَن تَأْكُلُوهَا فَوق ثَلَاث لكَي تَسَعكُمْ جَاءَ الله بِالسَّعَةِ وكلوا وَادخرُوا وَائْتَجِرُوا أَلا وَإِن هَذِه الْأَيَّام أَيَّام أكل وَشرب وَذكر الله عز وجل». انْتَهَى.وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما عَن خَالِد الْحذاء بِهِ.والْحديث فِي مُسلم وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَلَيْسَ فِيهِ وَاتَّجرُوا وَقَول الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ بِتَمَامِهِ فِيهِ نظر فَإِن النَّسَائِيّ رَوَاهُ فِي كتاب الْفَرْع وَالْعَتِيرَة من حديث نُبَيْشَة لَيْسَ فِيهِ وَائْتَجِرُوا. وَرَوَاهُ فِي الضَّحَايَا «كلوا وَادخرُوا وتصدقوا» وَلَكِنه من حديث عَائِشَة فَكَلَامه غير مُحَرر وَكَأَنَّهُ قلد أَصْحَاب الْأَطْرَاف وَالله أعلم.وَأما حديث الْخُدْرِيّ فَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده حَدثنَا حجاج عَن ابْن جريج قال قال سُلَيْمَان بن مُوسَى أَخْبرنِي زبيد أَن أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ أَتَى أَهله فَوجدَ قَصْعَة من قديد الْأَضَاحِي فَأَبَى أَن يَأْكُلهُ فَأَتَى قَتَادَة بن النُّعْمَان فَأخْبرهُ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَامَ فَقال «إِنِّي كنت أَمرتكُم أَلا تَأْكُلُوا الْأَضَاحِي فَوق ثَلَاثَة أَيَّام وَإِنِّي أحله لكم فَكُلُوا مِنْهُ مَا شئتم وَلَا تَبِيعُوا لُحُوم الْهَدْي وَالْأَضَاحِي وكلوا وتصدقوا وَاسْتَمْتِعُوا بِجُلُودِهَا وَلَا تَبِيعُوهَا وَإِن أطعمْتُم من لَحمهَا فَكُلُوا إِن شئتم» وَقال فِي هذا الحديث عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم «فَالْآن كلوا وَائْتَجِرُوا وَادخرُوا». انْتَهَى.وَفِي النِّهَايَة «وَائْتَجِرُوا» بِالْهَمْزَةِ أَي تصدقوا طَالِبين لِلْأجرِ وَلَا يجوز فِيهِ اتَّجرُوا بِالْإِدْغَامِ لِأَن الْهمزَة لَا تُدْغَم فِي التَّاء لِأَنَّهُ من الْأجر لَا من التِّجَارَة وَقد أجَاز الْهَرَوِيّ الْإِدْغَام وَاسْتدلَّ عَلَيْهِ بِالْحديث أَن رجلا دخل الْمَسْجِد وَقد قَضَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم صلَاته فَقال «من يتجر مَعَ هذا فَيصَلي مَعَه» وَهَذِه الرِّوَايَة تكون من التِّجَارَة لَا من الْأجر. انْتَهَى كَلَامه.وَوَقع هذا اللَّفْظ فِي حديث آخر رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ فِي الزَّكَاة عَن بهز بن حَكِيم عَن جده مُعَاوِيَة بن حيدة قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم «كل سَائِمَة إبل فِي أَرْبَعِينَ بنت لبون وَلَا تفرق إبل عَن حِسَابهَا من أَعْطَاهَا مُؤْتَجِرًا بهَا فَلهُ أجرهَا وَمن منعهَا إِنَّا آخِذُوهَا وَشطر مَاله عَزمَة من عَزمَات رَبنَا لَيْسَ لآل مُحَمَّد مِنْهَا شَيْء». انْتَهَى قال الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره مُؤْتَجِرًا أَي طَالبا لِلْأجرِ.816- الحديث السَّادِس:عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم «أَنه صَلَّى الصُّبْح فَلَمَا سلم قَامَ قَائِما واستقبل النَّاس بِوَجْهِهِ وَقال عدلت شَهَادَة الزُّور الْإِشْرَاك بِاللَّه وتلا هذه الآية».قلت رُوِيَ من حديث خُزَيْمٌ بن فاتك وَمن حديث أَيمن بن خُزَيْمٌ.فَحديث خُزَيْمٌ بن فاتك رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْأَقْضِيَة وَابْن ماجة فِي الْأَحْكَام من حديث سُفْيَان بن زِيَاد الْعُصْفُرِي عَن أَبِيه عَن حبيب ابْن النُّعْمَان الْأَسدي عَن خُزَيْمٌ بن فاتك «أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم صَلَّى صَلَاة الصُّبْح فَلَمَا انْصَرف قَامَ قَائِما فَقال عدلت شَهَادَة الزُّور الْإِشْرَاك بِاللَّه ثَلَاث مَرَّات ثمَّ قرأ {فَاجْتَنبُوا الرجس من الْأَوْثَان وَاجْتَنبُوا قَول الزُّور}» انْتَهَى.وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسانيدهم.وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث وَالثَّلَاثِينَ.وَعَزاهُ الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره لِلتِّرْمِذِي وَلم أَجِدهُ وَلَا عزاهُ ابْن عَسَاكِر فِي الْأَطْرَاف إِلَيْهِ بل عزاهُ لأبي دَاوُد وَابْن ماجة فَقَط.قال ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه الْوَهم وَالْإِيهَام حديث خُزَيْمٌ بن فاتك لَا يَصح لِأَنَّهُ من رِوَايَة زِيَاد الْعُصْفُرِي وَهُوَ مَجْهُول عَن حبيب بن النُّعْمَان الْأَسدي وَلَا يعرف بِغَيْر هذا وَلَا يعرف حَاله. انْتَهَى.وَأما حديث أَيمن بن خُزَيْمٌ فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كتاب الشَّهَادَات من حديث سُفْيَان بن زِيَاد الْعُصْفُرِي عَن فاتك بن فضَالة عَن أَيمن بن خُزَيْمٌ «أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَامَ خَطِيبًا فَقال يَا أَيهَا النَّاس عدلت شَهَادَة الزُّور الْإِشْرَاك بِاللَّه...» إِلَى آخِره سَواء ثمَّ قال هذا حديث إِنَّمَا نعرفه من حديث سُفْيَان بن زِيَاد وَقد اخْتلفُوا فِي رِوَايَة هذا الحديث عَن سُفْيَان بن زِيَاد وَلَا نَعْرِف لِابْنِ خُزَيْمٌ سَمَاعا من النَّبِي صلى الله عليه وسلم. انْتَهَى.وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره الْحديثين بِسَنَدَيْهِمَا ومتنيهما وَكَذَلِكَ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره.817 – حديث:رَوَى ابْن عمر عَن أَبِيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما «أَنه أهْدَى بُخْتِيَّة طلبت مِنْهُ بثلاثمائة دِينَار فَسَأَلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن يَبِيعهَا وَيَشْترى بِثمنِهَا بدنا فَنَهَاهُ عَن ذَلِك وَقال بل أهدها».قلت تقدم أَوَائِل الْبَقَرَة فِي الحديث الثَّانِي وَالثَّلَاثِينَ.818- الحديث السَّابِع:وَأهْدَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مائَة بَدَنَة فِيهَا جمل لأبي جهل فِي أَنفه برة من ذهب.قلت وَقع فِي رِوَايَة لأبي دَاوُد وَرَوَاهُ غَيره قال أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْحَج حَدثنَا مُحَمَّد بن منهال حَدثنَا يزِيد بن زُرَيْع عَن ابْن إِسْحَاق بِهِ ح وَحدثنَا النُّفَيْلِي حَدثنَا مُحَمَّد بن سَلمَة حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق قال قال عبد الله بن أبي نجيح حَدثنِي مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قال أهْدَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي هداياه جملا كَانَ لأبي جهل فِي رَأسه برة فضَّة قال ابْن منهال برة من ذهب زَاد النُّفَيْلِي يغِيظ بِهِ الْمُشْركين. انْتَهَى.وَرَوَى الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا نصر بن علي حَدثنَا أَبُو بَحر عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان حَدثنَا إِسْرَائِيل عَن عبد الْكَرِيم الْجَزرِي عَن مُجَاهِد عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى عن علي أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أهْدَى فِي حجَّته مائَة بَدَنَة فِيهَا جمل لأبي جهل فِي أَنَفَة برة من ذهب.انْتَهَى.وَقال لَا نعلم رَوَاهُ عَن عبد الْكَرِيم إِلَّا إِسْرَائِيل. انْتَهَى.وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده حَدثنَا النَّضر بن شُمَيْل حَدثنَا إِسْرَائِيل بِهِ وَقال برة من فضَّة.وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إبراهيم الْحَرْبِيّ فِي غَرِيب الحديث بِسَنَد ابْن رَاهَوَيْه وَمَتنه وَنقل عَن الْأَصْمَعِي أَنه قال الْبرة الْحلقَة تجْعَل فِي أنف الْبَعِير. انْتَهَى.وَحديث ابْن عَبَّاس رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من طَرِيق ابْن إِسْحَاق حَدثنِي عبد الله بن أبي نجيح عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قال أهْدَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَام الْحُدَيْبِيَة جملا لأبي جهل فِي رَأسه برة من فضَّة ليغيظ الْمُشْركين بذلك. انْتَهَى وَقال صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ. انْتَهَى لم يذكر فِيهِ رِوَايَة الذَّهَب.وَبِهذا الْإسناد رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أهْدَى عَام الْحُدَيْبِيَة فِي هَدِيَّة جمل أبي جهل الَّذِي اسْتَلَبَ يَوْم بدر فِي أَنفه برة من فضَّة. انْتَهَى.وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه بِهذا الْإسناد وَقال فِيهِ عَلَيْهِ خشَاش من ذهب وَهُوَ الزِّمَام.وَحديث الْبرة من فضَّة رُوِيَ أَيْضا من حديث جَابر وَسَلَمَة بن الْأَكْوَع.فَحديث جَابر رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْمَغَازِي من حديث زيد بن الْحباب عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن جَابر أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم حج قبل أَن يُهَاجر حجَجًا وَحج بَعْدَمَا هاجر الْوَدَاع وَكَانَ جَمِيع مَا جَاءَ بِهِ مائَة بَدَنَة فِيهَا جمل فِي أَنفه برة من فضَّة فَنحر بِيَدِهِ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ وَنحر على مِنْهَا مَا غبر. انْتَهَى وَسكت عَنهُ.رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَمن طَرِيق الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي بَاب حج النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَقال تفرد بِهِ زيد بن الْحباب وَبَلغنِي عَن البُخَارِيّ أَنه قال هذا خطأ وَإِنَّمَا رُوِيَ عَن الثَّوْريّ عَن أبي إِسْحَاق عَن مُجَاهِد عَن النَّبِي مُرْسلا انْتَهَى كَلَامه.وَحديث سَلمَة رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده من حديث مُوسَى بن عُبَيْدَة الربذي عَن إِيَاس بن سَلمَة عَن أَبِيه قال أهْدَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي الْبدن عَام الْحُدَيْبِيَة جملا كَانَ تَحت أبي جهل يَوْم بدر فِي رَأسه برة من فضَّة. انْتَهَى.وَمن طَرِيق أَحْمد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه بِسَنَدِهِ وَمَتنه.819- قوله وَكَانَ ابْن عمر يَسُوق الْبدن مُجَللَة بِالْقبَاطِيِّ فَيتَصَدَّق بِلُحُومِهَا وجللها.قلت رَوَاهُ مَالك فِي موطئِهِ فِي كتاب الْحَج عَن نَافِع أَن عبد الله بن عمر كَانَ يُجَلل بدنه الْقبَاطِي وَالْأَنْمَاط وَالْحلَل ثمَّ يبْعَث بهَا إِلَى الْكَعْبَة يَكْسُوهَا إِيَّاهَا. انْتَهَى.قال وَسَأَلت عبد الله بن دِينَار مَا كَانَ عبد الله بن عمر يصنع بِجلَال بدنه حِين كُسِيت الْكَعْبَة هَذِه الْكسْوَة قال كَانَ يتَصَدَّق بهَا. انْتَهَى.وَرَوَى ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْمَنَاسِك حَدثنَا سُرَيج بن النُّعْمَان حَدثنَا فليح عَن نَافِع قال كَانَ ابْن عمر يُجَلل بدنه قبل أَن تُكْسَى الْكَعْبَة الْحلَل وَالْأَنْمَاط وَالْقَبَاطِي ثمَّ يَنْزِعهَا قبل أَن يَنْحَرهَا فَيُرْسل بهَا إِلَى خَزَنَة الْكَعْبَة كسْوَة للكعبة فَلَمَا كُسِيت الْكَعْبَة ترك ذَلِك. انْتَهَى.وَرَوَاهُ أَبُو الْوَلِيد الْأَزْرَقِيّ فِي تَارِيخ مَكَّة حَدثنِي جدي أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْوَلِيد الْأَزْرَقِيّ عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن إِسْمَاعِيل بن أُميَّة عَن نَافِع... بِلَفْظ ابْن أبي شيبَة حَدثنِي مُحَمَّد بن يَحْيَى عَن الْوَاقِدِيّ عَن عبد الله بن عمر عَن نَافِع... فَذكر نَحوه.
|